العادات الذرية

أحمد توفيق حجازي

إذا كان التفكير الكبير ينجز العديد من الأشياء، لماذا لايفكر كل واحد بهذه الطريقة؟ يبدو أن الجواب هو: كل منا بدون أن يدرك حصيلة التفكير الذي حوله. وكثير من هذا التفكير هو تفكير صغير وليس تفكير إيجابي كبير. إنه تفكير سلبي وليس إيجايباً، كما أن حولنا جو يحاول أن يجرنا إلى القلة والتوسط، وليس إلى الوفرة والرفعة والسمو. وتقريباً يومياً يقال لك هناك مجال واسع للعامل والموظف العادي، لكن فرص قليلة للوصول إلى درجة عالية كرئيس أو مسؤول عن العمل. لذلك لماذا تجهد نفسك في الحصول على عمل أو وظيفة جديدة رفيعة المستوى.

أحمد توفيق حجازي

أهم ما يميز هذا الكتاب الذي يقع في أقل من 200 صفحة هو العرض الرائع والمبسط للكثير من المفاهيم الغامضة مثل: الفراسة، نفاذ البصيرة، الحدس، التخاطر، الاستبصار، العين الثالثة، الحواس الروحية، القدرات فوق الحسية.

ويملك مؤلف الكتاب د.أحمد توفيق حجازي إلمامًا مدهشًا بالقصص والأدلة وآراء العلماء التي تناقش جميع هذه المفاهيم.. كما إنه يعرضها بسلاسة وبساطة مدهشة. ولا يعتمد المؤلف على سرد الخوارق وما يشبه المعجزات التي تقع في زوايا الكون، والتي درجنا على قراءتها في روايات الرعب والأفلام الأميركية باعتبارها مجرد خيالات.. لكنه يسعى إلى تأصيل هذه الظواهر بآراء العلماء وإقامة الدليل على إمكانية حدوثها. فإذا كان العلم المادي يعتمد بالدرجة الأولى على العقل الذي يستمد معلوماته عن طريق الحواس الخمس المعروفة: اللمس والشم والتذوق والبصر والسمع.. فإن هناك عقلًا باطنًا لا يستفيد الإنسان من قدراته الهائلة إلا بنسبة بسيطة، وهو عقل يستمد قدراته من حواس روحية أو لا مرئية لنا.

أحمد توفيق حجازي

أمل أن يكون هذا الكتاب المميز، حافزاً ومنبع إلهام إلى أولئك الباحثين عن طريقة جديدة للحياة، المبادئ المقدمة بشكل بسيط تحتوي على شرح مستويات العقل الظاهر الواعي والعقل الباطن (اللاشعور) وإن إستعمال هذين المستويين ليؤدي إلى طرق تنمية الشخصية والإبداع والنجاح وإستعمال التفكير الديناميكي.